Skip to main content
Elders Statements

الحكماء يهنؤون جنوب السودان بعيد إستقلالها الأول


Share this:

يحثون الخرطوم وجوبا على حل القضايا العالقة وتأكيد الإلتزام ببناء دولتين قابلتين للحياة وفي ختام زيارتهم التي استغرقت خمسة أيامٍ متوالية للمنطقة، دعا كبير الأساقفة ديزموند توتو ومارتي أهتيساري وماري روبنسون رئيس جنوب السودان سلفا كير والرئيس السوداني عمر البشير إلى عقد إجتماع بأقرب وقت لتخطي الدائرة المغلقة من انعدام الثقة.

هنأ الحكماء اليوم شعب جنوب السودان بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستقلال دولتهم، وحثوا رئيسي السودان و جنوب السودان على إستغلال هذه المناسبة الهامة للإعلان علنياً عن التزامهما ببناء دولتين قابلتي للحياة، تعيشان جنبا الى جنب في سلام.

وفي ختام زيارتهم التي استغرقت خمسة أيامٍ متوالية للمنطقة، دعا كبير الأساقفة ديزموند توتو ومارتي أهتيساري وماري روبنسون رئيس جنوب السودان سلفا كير والرئيس السوداني عمر البشير إلى عقد إجتماع بأقرب وقت لتخطي الدائرة المغلقة من انعدام الثقة.

Desmond Tutu

 

وقال كبير الأساقفة ديزموند توتو، رئيس مجموعة الحكماء

"السلام، السلام، السلام هو أكثر ما يحتاجه شعبا السودان وجنوب السودان. فقد شهدت الأشهر القليلة الماضية إزدياد في الصعوباتٍ والمعاناة في البلدين. إنه وقت عصيب وبالغ الحساسية. وأنا آمل بأن يبذل زعيما الدولتين جهودا لتحقيق ما يحتاجه الناس فعلاً والذي يتمثل في الالتزام بالعمل معاً لبناء دولتين قابلتين للحياة. إن مستقبل السودان وجنوب السودان متداخل. فإذا فشلت إحدى الدولتين، ستفشل الأخرى – ولا يمكن أن تزدهر إحدى الدولتين بدون الأخرى".

واجتمع الحكماء الثلاث بالرئيس سلفا كير في جوبا يوم الجمعة 6 يوليو/تموز حيث ناقشوا التحديات الكبيرة التي تواجه دولة جنوب السودان كدولةٍ جديدةٍ. وفي عشية الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لاستقلال جنوب السودان في 8 يوليو/ تموز، ألقى كبير الأساقفة ديزموند توتو كلمة أمام جمع من كبار الشخصيات من بينهم الرئيس، حث فيها الجميع على العمل من أجل السلام والمصالحة والتنمية الوطنية.

كما ناقش الحكماء قضايا تتعلق بصحة المرأة والفتيات، والتعليم والحقوق مع ممثلين عن المنظمات النسوية. وحثوا على وجود تمثيل أكبر للمرأة في عملية السلام ليتمكن من لعب دورا هاما في مستقبل بلدهن. كما قابل الحكماء زعماء الدين المسيحي والإسلامي وأُعجبوا بالتزامهم بالعمل على دعم السلام في جنوب السودان وعلى دعم تحقيق السلام كذلك ما بين الشمال والجنوب.

وزار الحكماء يوم السبت 7يوليو/ تموز المنطقة الحدودية في ولاية أعالي النيل للقاء اللاجئين الذين فروا من المعارك الاخيرة في ولاية النيل الأزرق السودانية. حيث قاموا بزيارة مخيم يوسف باتيل للاجئين، وهو مخيم مؤقت لإيوء نحو 35 ألف شخص، والذين وصل العديد منهم الى المخيم بعد أسابيعٍ من السير على الاقدام، حيث كان يعاني الكثير منهم من الجفاف وسوء التغذية. ويشكل لاجئو المخيم قسماً صغيراً من النازحين الذين بلغ عددهم مئات الآلاف خلال العام الماضي بسبب الصراع بين الجيش السوداني وحركة المتمردين السودانيين (الحركة الشعبية لتحرير السودان–الشمال)، في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.

وأثنى الحكماء على عمال الإغاثة من جميع أنحاء العالم الذين يعملون في المنطقة لالتزامهم. وأكدوا على أن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم، وخاصة أن وكالات الإغاثة الدولية تجد صعوبة في التعامل مع التدفق السريع للاجئين، وما يجعل الموقف أكثر صعوبة هو بدء موسم تساقط الأمطار في المنطقة. وعلى سبيل المثال، تلقت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين فقط خُمس المبلغ الذي تحتاجه لمواجهة أزمة اللاجئين في جنوب السودان خلال عام 2012 - والذي يصل إلى 186 مليون دولاراً أمريكياً- وقد استنفدت جميع مساهمات المانحين الحالية.

Mary Robinson

 

وقالت ماري روبنسون، رئيسة أيرلندا السابقة والمفوضة العليا السابقة للأمم المتحدة لحقوق الانسان

" الآن ليس الوقت المناسب ليرهق المانحين– فمن غير المعقول أن يشيح العالم بوجهه بعيداُ عن المأساة البشرية الناجمة عن الصراع المستمر في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وتضاف هذه الأزمة إلى عديد من التحديات الأخرى التي يواجهها جنوب السودان. حيث تحول الموارد الشحيحة دون بذل الجهود اللازمة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي وقضايا انسانية أخرى. وبحسب المعطيات الحالية فان نصف سكان جنوب السودان تقريبا - حوالي 4.7 مليون نسمة - يحتاجون إلى معونات غذائية هذا العام".

"وفي الوقت ذاته، لابد من تركيز الجهود على المدى الطويل لبناء قدرات حكومة جنوب السودان الجديدة لتقديم الخدمات التي يحتاجها ويستحقها شعبها."

وبينما يستمر المانحون الدوليون بلعب دورٍ كبير في جنوب السودان، يؤمن الحكماء أن إعادة تدفق النفط من جديد هو أمر أساسي. فقد توقفت جوبا عن إنتاج النفط في يناير/كانون ثاني، بعد النزاع مع الخرطوم على رسوم النقل، مما أسفر عن توقف المصدر الوحيد للدخل في جنوب السودان. وساهم ذلك في زيادة معدلات التضخم بسرعة وانخفاض قيمة العملة في كلا الدولتين. ففي جنوب السودان، قفزت أسعار الطعام في المناطق الحدودية بحوالي 200%، مما دعى الحكومة للإعلان عن تطبيق إجراءات تقشف صارمة. وفي السودان، أثرت خسارة عائدات النفط منذ استقلال جنوب السودان، على الدخل بشكل قاس مما أسفر عن تقليص الإنفاق الحكومي وزيادة التضخم؛ مما أشعل فتيل الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية. .

Martti Ahtisaari

 

وقال مارتي أهتيساري: رئيس فنلندا السابق

" يجب عدم استغلال النفط في السودان وجنوب السودان كسلاحٍ يوجهه البلدان ضد بعضهما بعضاً. فمن الضروري أن يعود النفط للتدفق مرةً أخرى، من أجل مصلحة الدولتين. ونناشد قادة جوبا والخرطوم للتحلي بقيادة مسؤولة والتوصل إلى اتفاق مقبول لكلا الطرفين في أقرب وقتٍ ممكن. فإن موارد النفط أساسية وضرورية لازدهار الدولتين، بالإضافة إلى أن المفاوضات يجب أن لا يتم ربطها بأية قضايا أخرى."

وجاءت زيارة الحكماء لجنوب السودان كجزء من مهمة يقوم بها وفد الحكماء على مرحلتين مع تصاعد حدة التوتر هناك. ففي أواخر مايو/أيار الماضي، سافر جيمي كارتر والأخضر الابراهيمي للخرطوم لإجراء محادثاتٍ مع الرئيس السوداني عمر البشير;بينما ركزت الزيارة الحالية بصورةٍ أساسيةٍ على جنوب السودان وأديس أبابا، حيث تمت المحادثات بتوسط من الاتحاد الإفريقي بين الطرفين. .

Iوفي أديس أبابا، التقى الحكماء بتابو إمبيكي، رئيس جنوب إفريقيا السابق ورئيس اللجنة التنفيذية رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي (AUHIP)، وكذلك التقوا مع بيير بيويا، رئيس بوروندي السابق. كما قابلوا أتو هيلمريام ديسالين، نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ووزير الخارجية.

ويأمل وفد الحكماء بأن يقوموا بزيارة للخرطوم بعد زيارتهم لجوبا. وسيستمر الحكماء في مراقبة الأحداث في جنوب السودان والسودان، ويتوقعون الاستمرار بالعمل مع الدولتين وذلك في إطار دعمهم لجهود الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. ومن المقرر أن تُصدِر اللجنة التنفيذية رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي في الثاني من أغسطس/آب المقبل تقريراً لمجلس الأمن حول التقدم الذي تم إحرازه في المحادثات الثنائية.

الاستفسارات الإعلامية

[email protected]


عمل الحكماء في السودان وجنوب السودان

إن إحلال السلام في السودان أولوية لدى مجموعة الحكماء منذ أن تم تأسيسها. ففي أكتوبر/تشرين أول 2007، أي بعد مرور فترةٍ بسيطة على تأسيس نيلسون مانديلا لمجموعة الحكماء، قام الحكماء بزيارةٍ للسودان لتسليط الضوء على الأثر الانساني للصراع في المنطقة. وزاروا الخرطوم وجوبا لمقابلة القادة السياسيين، ومن بينهم الرئيس عمر البشير والرئيس سلفا كير، بالإضافة إلى دبلوماسيي وموظفي الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي. وفي دارفور، تحدثوا إلى زعماء القبائل والجماعات النسائية وقادة المجتمع المدني والنازحين.

ومنذ ذلك الوقت، قام الحكماء بجهود دبلوماسية ومناصرة غير علنية، حيث تحدثوا في بعض اللحظات الحرجة والهامة، ودعموا اللجنة التنفيذية رفيعة المستوى المعنية بالسودان والتابعة للاتحاد الأفريقي في جهودها لحل المسائل العالقة بين الشمال والجنوب. وزارت مجموعة من الحكماء السودان في يناير/ كانون ثاني 2011 كجزء من بعثة المراقبة التابعة لمركز كارتر لمراقبة الاستفتاء في جنوب السودان.

وفي ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة والحالة الاقتصادية المتردية في السودان وجنوب السودان بالإضافة إلى الوضع الانساني السلبي نتيجة للصراعات القائمة في النيل الأزرق وجنوب كردفان على الأخص، يعمل الحكماء بتصعيد تدخلهم في المنطقة من خلال تقديم خبراتهم ودعمهم الجماعي للمساعدة على مواجهة هذه التحديات العاجلة.

Share this article

Keep up to date with The Elders’ COVID-19 digest:

Sign up to receive regular updates about The Elders’ activities during the COVID-19 pandemic. We will never share your email address with third parties.

Keep up to date with The Elders latest News and Insight:

Sign up to receive monthly newsletters from The Elders. We will occasionally send you other special updates and news, but we'll never share your email address with third parties.

Close

I would like to find:

Search
Close