Skip to main content
Guest Blogs

رؤية إسرائيل من الداخل ومن الخارج


Share this:

يخطط غاي غروبر، و هو إسرائيلي وُلد لأبوين صهيونيين بريطانيين، للعودة إلى إسرائيل مرةً أخرى بعد قضاء سبع سنواتٍ في الخارج. و في هذه المدونة، يشرح غاي أسباب مغادرته لإسرائيل - ولماذا سيعود مرةً أخرى.

أنا إسرائيلي، ولدت لأبوين بريطانيين صهيونيين انتقلا إلى إسرائيل. وعلى غرار العديد من الأشخاص المعاصرين، تتبعت مسار الحياة المعتادة في إسرائيل في التعليم، والخدمة في الجيش، والتنقل للسفر، وصولاً إلى الجامعة.

وكان الموضوعان المفضلان بالنسبة لي في المدرسة هما: الجغرافيا والتاريخ –فيمكنني أن أتطلع إلى الخرائط لساعات ممتدة- ولكني بدأت رحلاتي في وقت متأخر. وعندما بدأت أسافر بالفعل، أيقظ هذا شعورًا ما بداخلي، وسرعان ما تحول الأمر إلى إدمان للسفر. فلا يمثل السفر بالنسبة لي وسيلة للتعرف على أماكن وثقافات جديدة فقط، وإنما هو أيضًا طريقة لرؤية أنفسنا بشكل مختلف في سياق محيطنا الجديد. وعندما تركت إسرائيل وانتقلت إلى لندن، كان هذا ما حدث معي بالضبط.    

لم أترك إسرائيل بسبب الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، فمثل غالبية الإسرائيليين كنت معتادًا عليه، وصرت أعتبره أمرًا روتينيًّا. كل إسرائيلي يعرف شخصًا تأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بالإرهاب، لذا كان التهديد قائمًا طوال الوقت. ويمكنك أن تقول أنني كنت أعاني من "تعرض أكثر من المعتاد" لمثل هذا الشعور بالتهديد –لذا فحتى الآن نادرًا ما أندهش مما أسمعه في الأخبار.

   لم أكن أشعر هكذا دائمًا. وعندما كنت طالبًا في العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، نظَّمتُ زيارة وفد طلابي إلى أيرلندا الشمالية لدراسة عملية السلام التي تمت هناك ومقارنتها بالجهود المبذولة من قبل الإسرائيليين والفلسطينيين. والتقينا هناك بساسة من كلا الجانبين، وزرنا عددًا من المناطق الساخنة للصراع، كما التقينا بعدد من الطلبة أمثالنا لسماع آرائهم وخبراتهم.  

تركتني الزيارة في حيرة بين عدد من الأفكار المختلطة. كان من الصعب مقارنة الصراعين –فقد كان صراع أيرلندا الشمالية داخليًّا يدور حول هوية الدولة، في حين يمكن رؤية الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني باعتباره صراعًا بين شعبين على نفس الأرض. وبرغم ذلك، توصلت بالفعل لبعض الحلول التي من الممكن تكييفها على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني؛ من أهمها تحقيق حالة من السلام والاستقرار بين الجانبين من أجل السماح للسياسيين بالتركيز على صنع السلام، وفي ذات الوقت نزع الدوافع المرتبطة بدعوات التطرف.  

لكن الإسرائيليين، مثل أي شعب آخر، لديهم قضايا يومية لابد من التعامل معها –مثل العمل، والأسرة، وغيرها من الاهتمامات. لذا فالتفكير في الأمن يتراجع دائمًا من حيث الأولوية، في حين نأمل أن قوات الأمن سوف تقوم بدورها لمنع أية أعمال عنف ضد المدنيين. ولعل هذا هو السبب وراء صعوبة إيجاد حل للصراع. فأنت تشعر كفرد أنك عاجز تجاه الإرهاب، وتقضى معظم وقتك في التعامل مع مجريات الحياة اليومية. ونتيجة لذلك، تتقبل الصراع باعتباره حقيقة من حقائق الحياة –وبهذا تتحول قضية ساخنة إلى أمر فرعي وجزء من الروتين اليومي. 

لا، لم يدفعني الصراع إلى مغادرة إسرائيل، فقد كنت غارقًا في عملي وكنت في حاجة للتغيير.  

لقد أعطاني العيش في لندن على مدى السنوات السبع الماضية منظورًا مختلفًا. فقد ساعدني على فهم بعض المواقف الأوروبية –حيث يمكن وصفها بطريقة ما بأنها شعور بالشفقة. إن الأوروبيين يشعرون بالأسف تجاه الإسرائيليين والفلسطينيين بسبب الفوضى الرهيبة التي هم فيها الآن، فلا يمكنهم فهم لماذا تحول الصراع إلى حياة مستقلة بذاتها. 

وبعد سبع سنوات، أخطط الآن للعودة إلى إسرائيل. من ناحية منطقية، سوف أكون أفضل حالاً إذا بقيت في المملكة المتحدة، حيث تتوفر نوعية أفضل من الحياة وفرصًا أكثر. فلماذا إذن قررت الرجوع؟     

تتلخص الإجابة في العنصر الذي للأسف يغذي الصراع وهو: المشاعر. قد لا تبدو المغادرة قرارًا منطقيًّا، لكنه يعد قرارًا عاطفيًّا. وأنا أرى أن إسرائيل تستحق فرصة ثانية.

وبالنظر للمستقبل، فأنا متفائل حتى فيما يتعلق بالصراع. ويمكن تلخيص آمالي في المستقبل في ثلاث كلمات يتطلبها كل من الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل إيجاد سلام دائم، ألا وهي: الثقة، والتجارة، والأمن. هذه الأمور الثلاثة لابد أن تسير جنبًا إلى جنب وسوف تؤدي بدورها إلى نزع الدوافع المرتبطة بدعوات الأفكار المتطرفة على كلا الجانبين المنقسمين.

وُلد غاي غروبر في إسرائيل لأبوين بريطانيين صهيونيين و اللذين انتقلا للعيش في إسرائيل. و كمثله مثل العديد من الإسرائيليين أكمل خدمته العسكرية و التي دامت ثلاثة أعوامٍاً متلاحقةً، ثم انتقل بعدها إلى صفوف الاحتياطي. و في سعيه الراحة في حياته، سافر إلى لندن حيث بدأ مسيرته الخاصة به و التي اكتشف بعدها أنه من الأسهل إشباع رغبته للسفر. فبعد 7 أعواماً من الغربة في الخارج، يخطط غاي الآن في العودة إلى إسرائيل مجدداً.

Views expressed are those of the author and do not necessarily represent those of The Elders or The Elders Foundation

Share this article

Keep up to date with The Elders’ COVID-19 digest:

Sign up to receive regular updates about The Elders’ activities during the COVID-19 pandemic. We will never share your email address with third parties.

Keep up to date with The Elders latest News and Insight:

Sign up to receive monthly newsletters from The Elders. We will occasionally send you other special updates and news, but we'll never share your email address with third parties.

Close

I would like to find:

Search
Close