هل ستخون الثورة نساء مصر؟
<h3 class="post-title subpt">"منذ الشرارات الأولى للثورة تحدت النساء الأنماط الوطنية."
يكتب عماد كريم –وهو شاب مصري شارك في نقاش مع الحكماء خلال زيارتهم للقاهرة في أكتوبر 2012– عن التحديات التي تواجه النساء في مجتمع مصر الأبوي السلطة، وينبه على ضرورة مشاركة الرجال والفتيان في الحملة من أجل المساواة.</h3><div class="quoteblock"><div class="quotetext"></div></div><p dir="rtl">عندما كنت في الثامنة من عمري، قُتلت معلمتي الجميلة ثريا بذريعة شرف العائلة. فقد أحبت شخصا من قرية أخرى وهربت لتتزوج به. وادعى شاب من أسرتها أنه أطلق النار عليها، بالرغم من أنهم ربما استأجروا شخصا لفعل ذلك. وبعد سنوات قليلة خرج من السجن وحصل على عمل في مدرسة عامة، وهو الآن متزوج ولديه أطفال.</p>
<p dir="rtl">وليس في القرآن ما يجيز القتل باسم الشرف أو ما يحث على اعتبار النساء ممتلكات. بيد أن النظرة إلى النساء كزوجات ليس لهن حقوق متساوية خاصة بهن –فهن صميم شرف العائلة– نظرة عميقة الجذور في العديد من الثقافات الشرقية.</p>
<p dir="rtl"><img src="http://theelders.org/images/girl-in-protest-Egypt-revolution_600x367.jp…; alt="احتجاجات بمصر" width="600" height="367"></p>
<p align="center"><em> احتجاجات بمصر. تصوير: عماد كريم</em></p>
<p dir="rtl">ومنذ الشرارات الأولى للثورة تحدت النساء الأنماط الوطنية وشاركن في المظاهرات. وعانين بالتساوي من استخدام الشرطة المفرط للغاز المدمع والرصاص المطاطي والحي – لكنهن استهدفن أيضا بصورة خاصة لكونهن نساء. وكان ما يدعى "فحص العذرية" الذي أجرته الشرطة العسكرية المصرية على بعض المتظاهرات في مارس الفائت رسالة واضحة للنساء المصريات ولأسرهن؛ مفادها أن التظاهر مرة أخرى من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية سيعرض الشرف للانتهاك.</p>
<p dir="rtl">وبعد الثورة، أراد جميع المصريين بكافة اختلافاتهم أن يكون لهم تمثيل وصوت. ومع ذلك يجري الآن تهميش النساء من قبل سائر الأحزاب، ولهن في البرلمان المصري تمثيل أقل مما كان خلال حكومة مبارك. وعندما طلب من الأحزاب السلفية أن تتضمن قوائمها الانتخابية نساء، وضعت بدلا من صور النساء زهرات على المواد الانتخابية. إذ اعتبرت وضع صور النساء على ملصقات عامة أمرا غير مناسب – وكذلك مشاركتهن المدنية والسياسية، دع قيادتهن. ووفقا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي عن الفجوة بين الجنسين لعام 2012، فما زالت مصر متخلفة في مؤشر التمكين السياسي رغم حصول النساء على مساواة أكبر في مؤشرات تحصيل الصحة والتعليم.</p>
<p dir="rtl">ورغم أني توقعت من الثورة أكثر، إلا أن إخفاقاتها لم تصدمني. فلم نفعل الكثير منذ الثورة لتغيير تلك الأنماط عن دور النساء أو طريقة إجراء الحملات من أجل حقوق المرأة. ففي مجتمع يهيمن عليه الذكور كما في مصر، لا ينبغي أن تناضل من أجل المساواة والتمكين الحركة النسوية فحسب، بل ينبغي أن يشمل المجتمع المدني الرجال والفتيان كمؤيدين ومشاركين نشطين – بدلا من اعتبارهم مجموعات مستهدفة فقط تحتاج التعليم عن مساواة المرأة.</p>
<p dir="rtl"><img src="http://theelders.org/images/women-in-protest-Egypt-revolution_600x367.j…; alt="نساء محتجات بمصر" width="600" height="367"></p>
<p align="center"><em>نساء محتجات بمصر. تصوير: عماد كريم</em></p>
<p dir="rtl">وبعد عشرين عاما، فإن صديقتي "ن" –وهي طالبة دكتوراة في إحدى الجامعات الأمريكية يرجع أصلها إلى نفس المنطقة المصرية الجنوبية التي أنتمي إليها– تواجه قصة مشابهة لقصة ثريا. لكن أسرتها مهمة جدا لها، وهي تصارع من أجل الاختيار بين طلب موافقتهم وبين فعل ما تريده هي. فهل سيقتلها أي من شباب أسرتها إذا ما تزوجت ضد رغبتهم؟ هذا محتمل! وهل ستساعدها الحكومة أو المجتمع المدني؟ أشك بذلك!</p>
<p dir="rtl">إن "ن" تؤمن بالثورة وسوف تفعل ما تؤمن به. فهل ستخون الثورة نساء مصر؟ فما يحدث لـ "ن" في نهاية المطاف سيقدم الإجابة عن هذا السؤال.</p>