الحكماء: نحتاج إلى إحلال السلام الحقيقي في الشرق الأوسط، وليس لعملية سلام فقط
يجب أن يكون لمفاوضات السلام بين الإسرائيليين و الفلسطينيين أساسٌ قائم على حقوق الإنسان - يرسّم الحدود ويعالج القضايا الأمنية أولاً. فبعد مرور سنواتٍ من مفاوضات السلام التي فشلت في تحقيق سلامٍ دائمٍ بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يدعو الحكماء إلى بذل جهودٍ جديدةٍ في سبيل تحقيق حل الدولتين - ذلك الحل المتأصل أساساً و بدقةٍ في بنود القانون الدولي وحقوق الإنسان.
منذ عقدين تعاقبت عمليات سلام في الشرق الأوسط، ولكن دون أن تحقق السلام. وفي رحلاتنا مؤخرا إلى أربع دول في المنطقة اضافة الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، سمعنا نفس الرسالة مرة تلو الاخرى: أن الشعوب تريد السلام، إلا أنهم يشكون في جدوى عملية المفاوضات ولا يثقون في وعود المجتمع الدولي.
والان هناك فرصة لإعادة تقييم منهج المفاوضات برمته. فقد فشلت الجهود الأمريكية لالزام اسرائيل على فرض تجميد جزئي على الاستيطان مقابل حوافز سخية وذلك كوسيلة لاستئناف المحادثات المباشرة بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين.
نحن الآن نحث على اطلاق جهود جديدة مبنية على أساس القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان بحيث تهدف إلى ترسيم الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية الجديدة وإلى معالجة قضايا الأمن دون تجاهل القضايا الآخرى التي تقع في قلب الصراع. ونعتقد أنه بدون التركيز على هذه القضايا فإننا قد نشهد تضاؤلا في فرص تحقيق حل الدولتين.
إن هدفنا الرئيسي هو تحقيق السلام والأمن لإسرائيل وجيرانها. وعليه فإننا ندعو الحكومات والمواطنين حول العالم إلى الإصرار على أن تقوم أية مفاوضات مستقبلية على النقاط التالية:
|
نحو تحقيق حل الدولتين واحلال السلام في المنطقة
لا بد وأن يصل الفلسطينيون والإسرائيليون إلى حل في نهاية المطاف، إلا أنهم لا يمكنهم التوصل الى ذلك وحدهم.
وعلى المجتمع الدولي أن يساعدهم في الوصول إلى الاتفاق من خلال الوساطة النزيهة والقوية ومن خلال التأكيد على الاتفاقات السابقة، وقرارات مجلس الأمن الدولي، والقانون الدولي، ومبادئ حقوق الإنسان. كما يجب على المواطنين أن يزيدوا من الضغط على قادتهم.
و سنبذل نحن الحكماء كل ما في وسعنا كي نقنع الحكومات حول العالم بأن تتخذ منهجاً يستند الى الحقوق في حل هذا الصراع المرير واعادة تركيز المفاوضات الأولية على قضايا ترسيم الحدود والأمن.
وكما عبرنا في السابق عن دعمنا للتظاهر السلمي والعمل المدني الخلاق من أجل السلام فاننا نستمر في التأكيد على موقفنا هذا بشكل شخصي عند استطاعتنا وبقلوبنا إن لم نستطع.
ونحن نرى انه وبدون استراتيجية قادرة على تحقيق اتفاق سلام مبني على حل الدولتين، فان الفلسطينيون سيستمرون في العيش تحت الاحتلال الإسرائيلي وسيستمر ملايين اللاجئين الفلسطينيين في العيش بدون أمل، وسيستمر أمن اسرائيل ووجودها تحت التهديد.وإذا لم يحدث أي تقدم حقيقي فإنه من المتوقع أن يسفر ذلك عن المزيد من العنف.
إن أمنيتنا العظمى هي أن يعم السلام والاستقرار في الشرق الاوسط وان يطال الإزدهار جميع شعوب المنطقة.