يجب أن تتوحد البلدان العربية لدعم سلام شامل
<h3 class="post-title subpt">أين صرخة الغضب؟ يعبر جيمي كارتر عن عدم رضاه و سخطه من تردد الزعماء السياسيين في اتخاذ أي إجراء حازم وجريء تجاه الوضع هناك، و أوضح أن الدول العربية تتمتع بالقدرة على التغلب على المشكلات القائمة في منطقة الشرق الأوسط. </h3><div class="quoteblock"><div class="quotetext"></div></div><p>على امتداد مهمتنا بالشرق الأوسط، لم نلتق أي أحد يثق في النجاح المستقبلي لعملية السلام المتعثرة. وبدلا من ذلك، استمعنا إلى سلسلة طويلة من الشكاوى بخصوص سياسات إسرائيل، التي تؤيدها الولايات المتحدة في الغالب أو تتغاضى عنا. وليس ثمة أدنى شك في أن العديد من تلك المخاوف مبررة، سيما تلك التي تتعلق باحتلال المستوطنين الإسرائيليين واستعمارهم لفلسطين.</p><p>الأمر الذي يتم التغاضي عنها عموما هو ممانعة الدول العربية في تحمل المسؤولية حيال عدم حصول أي تقدم نحو تحقيق السلام والعدالة للفلسطينيين أو التخفيف من معاناتهم. كما أن القادة السياسيين يمانعون في القيام بخطوات جريئة وموحدة ولو من أجل دعم مبادرتهم القيمة للسلام العربي مادام ذلك يحمل في ثناياه خطر عدم إرضاء الولايات المتحدة (أو إسرائيل).</p><p>وثمة تقبل أو تجاهل للمأزق الخطير الذي يتخبط فيه مليون ونصف فلسطيني في غزة، لدرجة أن أربعين ألف طفل في سن التمدرس محرومون من التعليم، في حين أن قلة من المحظوظين يتلقون دروسهم في حاويات شحن مهجورة. إنهم في حاجة إلى 250 مدرسة جديدة، لكن مواد البناء غير متوفرة من أجل تعويض أو ترميم المنازل، المدارس، المستشفيات وباقي المباني العمومية المدمرة، باستثناء كميات قليلة يتم استقدامها عبر الأنفاق الجنوبية. أين هو الاحتجاج الموحد أو تدفق المساعدات المالية؟</p><p>ثمة ممانعة من طرف قادة عرب بارزين في تقديم دعم قوي لإعادة توحد أبرز فصيلين فلسطينيين، الأمر الذي كان من شأنه أن يمكن حكومة انتقالية من تنظيم انتخابات طال انتظارها، وكذا من أجل استئناف الظروف العادية في الضفة الغربية، القدس الشرقية وغزة.</p><p>والواقع أنه ليس ثمة من يعاني فعلا في الشرق الأوسط باستثناء الفلسطينيين، وتقوم إسرائيل وبعض القوى الأخرى ببذل جهود خاصة لكي تُظهر بجلاء أن الحرمان في غزة تحت حكم حماس أسوأ مما عليه الأمر في باقي مناطق فلسطين التي تسيطر عليها فتح.</p><p>ومن المزعج أن نتذكر أن مرشحي حماس تفوقوا في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة في يناير/ كانون الثاني 2006. وحينها تم اعتبارهم إرهابيين، وحرموا من تولي السلطة، وتم سجن كل الذين كانوا خارج غزة وعوقبوا بأشكال أخرى. وتبذل إسرائيل جهودا لترحيل أولئك الذين يعيشون في القدس الشرقية. ثمة العديد من الناس في أوربا والولايات المتحدة ينددون بالقهر والعقاب الذي يتعرض لهما الشعب الفلسطيني، ويؤيدون دولة إسرائيلية تحظى باعتراف تام، مسالمة وآمنة. إنهم يحتاجون لنقطة تجمع، وهي التي لن تتوفر إلى أن يتوحد العالم العربي لنصرة تلك الأهداف. ولن يكون من المفيد بشيء توجيه انتقادات صامت وغير واضحة للسياسات الإسرائيلية أو الإذعان للسياسات الأمريكية.</p><p>يشعر الفلسطينيون بإحباط متزايد. ونتمنى أن توقف إسرائيل بناء المستوطنات حتى يتسنى استئناف محادثات السلام، لكن سيكون من الضروري اتخاذ خطوات أخرى في حال فشل تلك الجهود. ومن بين الخيارات المتداولة على نطاق واسع هناك اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين ومنحها الدعم كدولة بحدود سنة 1967. وفي حال معارضة الولايات المتحدة لهذه الخطوة، ينبغي حينها أن تتحرك الدول العربية والأوربية وباقي دول العالم. على الأقل سيتم كسر ذلك الجمود الحاصل.</p>